أهلاً و سهلاً بكم في ربوع قرية المشتاية الجميلة
سياحة وآثار - سياحة وآثار
كتـب المقال تيسير مخول
السبت, 25 أيلول 2010 23:54
يبلغ متوسط إرتفاع المشتاية عن سطح البحر 450 م تقريباً, و على بعد 17 كم شمال أوتستراد حمص - طرطوس بين مفرق العريضة - تلكلخ, تتبع ناحية الناصرة تبعد عنها 3 كم.. في وادي النضارة تتوزع المشتاية كما كانت قديماً بسكن مخلخل على جانبي وادي العطشان الذي يمتد باتجاه شرق - غرب .. في حين تتمركز و تكتظ مساكنها على سفح تلّة بنّوت التي تتفرع من أقدام جبل السايح الجنوبية, تحيطها الينابيع المتعددة من جميع الجهات : عين الجوزه - المرحة - عين البصل - عيون كفره - عين الحجل - عيون البرك - عين الرواس - عين الفاروخ - عين سعود... إلخ وأغلبها معدّة للشرب أكثر مما هي للري الزراعي, لهذا أطلق عليها ( مشتاية ) الذي يعني بالآرامية ماء الشرب, و منها أطلق أيضاً بالعربية على الوادي الذي تمتد فيه و تشرق عليه اسم وادي العطشان ليروي العطشان كما يروي (( يدفق )) المحبّة و يعتبر وادي العطشان كأحد أودية وادي النضارة ويعتبر مسلكاً من مسالك دروب الحرير الذي يساير فتحة حمص - طرابلس باتجاه شرق - غرب , سهّل قديماً عبور القوافل التجارية بين الشرق و البحر المتوسط قامت فيه الحانات وسط المسافة الفاصلة بين مدن الداخل ( حمص - حماه ) و مدن الساحل ( طرطوس - طرابلس ) في موقع المشتاية
عرفت القرية منذ القديم زراعة الأشجار المثمرة و أهمها : شجرة التوت لتربية دودة الحرير وقد ورثها حالياً شجرة الزيتون فكما عرفت قرية المشتاية الصناعات القائمة عليها من مخانق , و مكابس . قامت فيها كذلك المهن المتعلقة بوسائط النقل القديمة و غيرها .... و بسبب ضيق الأراضي الزراعية و فقر التربة مع قلتها اضطر أغلب سكانها للاتجاه نحو العلم .. و الهجرة .. , فقد فتحت فيها المدارس الخاصة و الرسمية منذ مطلع القرن العشرين , كما تلقّى أبناءها علومهم قديماً في جامعات بيروت , و الاستانه .. و حديثاً في جامعات القطر العربي السوري و متابعة في بلدان عربية , أوروبية , أمريكية و روسيّة فسادت في القرية مهنة الطب الحديث بوقت مبكّر تلازمت مع مهنة الطب الشعبي و التداوي بالأعشاب فيها منذ القديم
تصنّف القرية "المشتاية" من مناطق الدرجة الأولى الممتازة للسياحة مما جعلها تتمتع بترويج السياحة على أنواعها : السياحة الدينية - السياحة الثقافية - السياحة الترفيهية - السياحة الأثرية - السياحة التجارية - السياحة العلاجية ... , تستنزف الهجرة الخارجية نسبة ثلثي من يولد فيها فيبقى منهم الثلث تقريباً المقيم . إلّا أن هذه النسبة تتضاعف و تتزايد دائماً في فصل الصيف حيث تشهد القرية عودة بعض أبنائها في المهجر أو في المدن الداخلية في القطر أو من العاملين في الأقطار العربية المجاورة و غيرها
تشهد القرية حالياً نهضة عمرانية حديثة يمكن التحدث من خلالها مستقبلاً عن قرية حديثة تبدو فيها الكتل العمرانية في محيطها كما في وسطها المتميز بالسكن القديم و الحديث ( قرية قديمة ) , و السكن الحديث) قرية حديثة ) نشّطت فيها تجارة الاستثمار السكني و عرضه للبيع .. مما سيجعل نسيج سكّان القرية خلال وقت قصير غير ما هو معتاد عليه قبل عشرات السنين المتميّز بالتعاون الذي تشهد عليه المعالم القائمة حتى اليوم : بناء المدرسة الابتدائية - بناء الجمعية الخيرية - بناء مظلة المقبرة و ملحقها و غيرها في مجال الخدمات العامة .., وأسبوع النظافة
يتكلّم سكّان القرية بالعربية و قد برز منهم الأدباء و الشعراء الذين حافظوا و حفظوا تراثها شعراً "الشعبي , الموزون" .. يفاخرون بأمجاد من قدّموا و يقدّمون التضحية و الولاء للوطن العربي الكبير متمثلاً بابنها البار الشهيد البطل جول جمّال الذي يصادف هذا العام 2008 ذكرى مرور 60 عاماً على استشهاده و قالوا فيهلشهيدنا قل جول جمّال الذي المشتاية مسقطه حمى و المولد
للشاعر المرحوم : سليم متري صليبي
تذكّرنا القناة إذا نسينا بأنك قد قضيت لها شهيداً
للأستاذ المرحوم : جرجس طعمة
لم تبخل أيضاً بأبنائها في مجال العمل الوطني منذ مطلع القرن العشرين و حتى الوقت الحاضر : فكما شاركوا في توحيد سوريا قديماً شاركوا أيضاً في الإعداد للوحدة و التضامن مع الأقطار العربية و في بناء سورية الحديثة حديثاً يتسنمّون المراتب العلمية العالية و في التطوير الجامعي و العمل السياسي .. و العسكري .. نالوا فيها الأوسمة الرفيعة : السورية منها , العربية و الدولية
يعتبر فندق الوادي المنشأة الحديثة التي أدخلت الترويج السياحي في القرية خاصة و في المنطقة عامة .. في منطقة خصّها مناخها طبيعة ساحرة نصفها في المشتاية و النصف الآخر في محيطها من حولها مما شجّع قيام منشآت سياحيّة أخرى مختلفة متنوّعة في القرية تعمل على الجذب السياحي البعيد و البيني .. شكّل الوادي طبيعة جميلة بديعة جمعت بين مآثر الإنسان الحديثة .. و مآثر الطبيعة المتباينة الخالدة .. لن يتمتّع القارئ بوصفها الجميل بمقدار ما يتمتّع بمشاهدة تكوينها البديع ...
فأهلاً و سهلاً بكم في ربوع قرية المشتاية الجميلة
إعداد: وجدي ميلاد السكاف
عن كتاب المشتاية ذاكرة حضاريّة في سيرة وادي العطشان
الجزء الأول و الثاني
المؤلف: رامز الياس صليبي
إعداد وتقديم : تيسير مخول / دمشق – البعث ميديا .
makhoul.t@gmail.com هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
سياحة وآثار - سياحة وآثار
كتـب المقال تيسير مخول
السبت, 25 أيلول 2010 23:54
يبلغ متوسط إرتفاع المشتاية عن سطح البحر 450 م تقريباً, و على بعد 17 كم شمال أوتستراد حمص - طرطوس بين مفرق العريضة - تلكلخ, تتبع ناحية الناصرة تبعد عنها 3 كم.. في وادي النضارة تتوزع المشتاية كما كانت قديماً بسكن مخلخل على جانبي وادي العطشان الذي يمتد باتجاه شرق - غرب .. في حين تتمركز و تكتظ مساكنها على سفح تلّة بنّوت التي تتفرع من أقدام جبل السايح الجنوبية, تحيطها الينابيع المتعددة من جميع الجهات : عين الجوزه - المرحة - عين البصل - عيون كفره - عين الحجل - عيون البرك - عين الرواس - عين الفاروخ - عين سعود... إلخ وأغلبها معدّة للشرب أكثر مما هي للري الزراعي, لهذا أطلق عليها ( مشتاية ) الذي يعني بالآرامية ماء الشرب, و منها أطلق أيضاً بالعربية على الوادي الذي تمتد فيه و تشرق عليه اسم وادي العطشان ليروي العطشان كما يروي (( يدفق )) المحبّة و يعتبر وادي العطشان كأحد أودية وادي النضارة ويعتبر مسلكاً من مسالك دروب الحرير الذي يساير فتحة حمص - طرابلس باتجاه شرق - غرب , سهّل قديماً عبور القوافل التجارية بين الشرق و البحر المتوسط قامت فيه الحانات وسط المسافة الفاصلة بين مدن الداخل ( حمص - حماه ) و مدن الساحل ( طرطوس - طرابلس ) في موقع المشتاية
عرفت القرية منذ القديم زراعة الأشجار المثمرة و أهمها : شجرة التوت لتربية دودة الحرير وقد ورثها حالياً شجرة الزيتون فكما عرفت قرية المشتاية الصناعات القائمة عليها من مخانق , و مكابس . قامت فيها كذلك المهن المتعلقة بوسائط النقل القديمة و غيرها .... و بسبب ضيق الأراضي الزراعية و فقر التربة مع قلتها اضطر أغلب سكانها للاتجاه نحو العلم .. و الهجرة .. , فقد فتحت فيها المدارس الخاصة و الرسمية منذ مطلع القرن العشرين , كما تلقّى أبناءها علومهم قديماً في جامعات بيروت , و الاستانه .. و حديثاً في جامعات القطر العربي السوري و متابعة في بلدان عربية , أوروبية , أمريكية و روسيّة فسادت في القرية مهنة الطب الحديث بوقت مبكّر تلازمت مع مهنة الطب الشعبي و التداوي بالأعشاب فيها منذ القديم
تصنّف القرية "المشتاية" من مناطق الدرجة الأولى الممتازة للسياحة مما جعلها تتمتع بترويج السياحة على أنواعها : السياحة الدينية - السياحة الثقافية - السياحة الترفيهية - السياحة الأثرية - السياحة التجارية - السياحة العلاجية ... , تستنزف الهجرة الخارجية نسبة ثلثي من يولد فيها فيبقى منهم الثلث تقريباً المقيم . إلّا أن هذه النسبة تتضاعف و تتزايد دائماً في فصل الصيف حيث تشهد القرية عودة بعض أبنائها في المهجر أو في المدن الداخلية في القطر أو من العاملين في الأقطار العربية المجاورة و غيرها
تشهد القرية حالياً نهضة عمرانية حديثة يمكن التحدث من خلالها مستقبلاً عن قرية حديثة تبدو فيها الكتل العمرانية في محيطها كما في وسطها المتميز بالسكن القديم و الحديث ( قرية قديمة ) , و السكن الحديث) قرية حديثة ) نشّطت فيها تجارة الاستثمار السكني و عرضه للبيع .. مما سيجعل نسيج سكّان القرية خلال وقت قصير غير ما هو معتاد عليه قبل عشرات السنين المتميّز بالتعاون الذي تشهد عليه المعالم القائمة حتى اليوم : بناء المدرسة الابتدائية - بناء الجمعية الخيرية - بناء مظلة المقبرة و ملحقها و غيرها في مجال الخدمات العامة .., وأسبوع النظافة
يتكلّم سكّان القرية بالعربية و قد برز منهم الأدباء و الشعراء الذين حافظوا و حفظوا تراثها شعراً "الشعبي , الموزون" .. يفاخرون بأمجاد من قدّموا و يقدّمون التضحية و الولاء للوطن العربي الكبير متمثلاً بابنها البار الشهيد البطل جول جمّال الذي يصادف هذا العام 2008 ذكرى مرور 60 عاماً على استشهاده و قالوا فيهلشهيدنا قل جول جمّال الذي المشتاية مسقطه حمى و المولد
للشاعر المرحوم : سليم متري صليبي
تذكّرنا القناة إذا نسينا بأنك قد قضيت لها شهيداً
للأستاذ المرحوم : جرجس طعمة
لم تبخل أيضاً بأبنائها في مجال العمل الوطني منذ مطلع القرن العشرين و حتى الوقت الحاضر : فكما شاركوا في توحيد سوريا قديماً شاركوا أيضاً في الإعداد للوحدة و التضامن مع الأقطار العربية و في بناء سورية الحديثة حديثاً يتسنمّون المراتب العلمية العالية و في التطوير الجامعي و العمل السياسي .. و العسكري .. نالوا فيها الأوسمة الرفيعة : السورية منها , العربية و الدولية
يعتبر فندق الوادي المنشأة الحديثة التي أدخلت الترويج السياحي في القرية خاصة و في المنطقة عامة .. في منطقة خصّها مناخها طبيعة ساحرة نصفها في المشتاية و النصف الآخر في محيطها من حولها مما شجّع قيام منشآت سياحيّة أخرى مختلفة متنوّعة في القرية تعمل على الجذب السياحي البعيد و البيني .. شكّل الوادي طبيعة جميلة بديعة جمعت بين مآثر الإنسان الحديثة .. و مآثر الطبيعة المتباينة الخالدة .. لن يتمتّع القارئ بوصفها الجميل بمقدار ما يتمتّع بمشاهدة تكوينها البديع ...
فأهلاً و سهلاً بكم في ربوع قرية المشتاية الجميلة
إعداد: وجدي ميلاد السكاف
عن كتاب المشتاية ذاكرة حضاريّة في سيرة وادي العطشان
الجزء الأول و الثاني
المؤلف: رامز الياس صليبي
إعداد وتقديم : تيسير مخول / دمشق – البعث ميديا .
makhoul.t@gmail.com هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
الجمعة أبريل 15, 2011 7:54 am من طرف رامي الشمالي
» غزة الأبية
الأحد مارس 20, 2011 6:47 am من طرف محمد ليلى مضايا
» من فضائل الام
السبت مارس 19, 2011 11:16 pm من طرف محمد ليلى مضايا
» احدى الأمهات تأليف الشاعر محمد ليلى
السبت مارس 19, 2011 6:36 am من طرف محمد ليلى مضايا
» حكاية حجر
الخميس مارس 17, 2011 9:14 pm من طرف محمد ليلى مضايا
» كل عام وانتو بخير يا احبابي
الخميس فبراير 17, 2011 3:16 am من طرف عاشق الوادي
» ملاكك الحارس
الخميس فبراير 17, 2011 3:14 am من طرف عاشق الوادي
» فـــــــــــلاحة / سونا اللاطي
الجمعة فبراير 11, 2011 3:19 pm من طرف Sona Al Lati
» يوم ميلادك حبيبتي
الجمعة يناير 07, 2011 7:56 am من طرف رامي الشمالي
» يا مرحبا بعشاق وادي النضارة في منتداهم
الجمعة يناير 07, 2011 6:51 am من طرف رامي الشمالي
» جبراان خليل جبران وكتابه النبي
الأربعاء ديسمبر 29, 2010 6:41 pm من طرف rafee
» بخيل وهدية الزواج
الأربعاء ديسمبر 29, 2010 6:28 pm من طرف rafee
» ابليس وهو ابليس مايفكر هالتفكير
الأربعاء ديسمبر 29, 2010 7:32 am من طرف رامي الشمالي
» هذه المرأة
الأربعاء ديسمبر 29, 2010 7:28 am من طرف رامي الشمالي
» حمص ويوم الاربعاء
الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 8:29 am من طرف رامي الشمالي